الحاج غنيم

الحاج غنيم رجل بسيط مصري أصيل، قضي عمره كله في السعي في طلب الرزق الحلال لتربية أولاده وتعليمهم تعليم عالي، كان متابع جيد للأخبار السياسية وكانت ليه تحليلاته الخاصة لها كمان، ولكن عمره متورط في أي عمل سياسي، وكان يمقت نظام الدولة البوليسية ويلعن الفاسدين ليل نهار، وعلي الرغم من ذلك فان الحاج غنيم هو الشخص الوحيد الذي لم يتقبل فكرة أن ابنه هو من دعي إلي ثورة يناير، وانه هو السبب في زلزلة عرش مبارك، ودارت مشادة عنيفة بين الحاج غنيم وابنه في صحن الدار، الحاج غنيم دخل المناقشة وهو يعلم أكثر العلم أن ابنه لن يتراجع خطوة واحدة فهو عنيد جدا مثل أبيه.

لم تنتهي المناقشة ولكن الحاج غنيم ترك الدار وذلك مع ارتفاع ضغط دمه، فهو يريد أن يجبر ابنه علي فعل أشياء والتنازل عن الدفاع عن كرامته والسكوت علي الظلم والطغيان، أشياء لم يتقبلها هو نفسه في الماضي وقت ان كان الطغيان اشد وأنكل. خرج الحاج غنيم الي صلاة العصر وهناك وجد ان الصحبة كلها من نفس سنة تشاركه الرأي، بان هؤلاء الشباب تخطوا جميع الخطوط الحمراء ويجب ردعهم، الشباب متهور ولا يعرف ولا يعي تداعيات الموقف، فالرئيس حسني مبارك بالنسبة الي هذه الصحبة ليس مجرد رئيس، وانما هو رمز، هو الواجهة الخارجية للبلد، وان كل الدول تحترمنا من اجل سواد عيونه، وفيما يتعلق بالأموال المتلتلة في حساباته فإنهم يرون بان هذا حقه لأنه كان حامي البلد ومشرفها علي طول، وبعد الانتهاء من صلاة العصر اجتمع الحجاج واتفقوا علي إنشاء جروب علي الفيسبوك خاصة بهم تحت اسم "كلنا الرئيس" تايدا لفخامة الرئيس، وذلك للتبرؤ من أفعال أولادهم الطائشة وليستطيعوا فيما بعد وإذا احتكم الأمر إلي التوسل لدي الرئيس للعفو عن أولادهم اذا مسهم الضر ،

ولكن مدير هذا الجروب فوجئ برسالة علي ايميله الخاص بان هناك طلقات نار في ميدان التحرير حيث كل شباب مصر هناك، وبعد التقصي وجد أن الرئيس هو من أمر بإطلاق النار، فحينها وجد الحجاج ان أبنائهم فلذات أكبادهم سوف يقضي عليهم إذا لم يساندوهم فتحرك الحجاج لنصرة الأولاد، وغيروا اسم الجروب الي "كلنا فدا المعمورة"