ثوره من رحم الماضي

اتخذت ثوره الخامس والعشرين من يناير اتجاها فريدا يميزها عن سائر الثورات فهي ثوره شعبيه ليس لها قياده غير مخططه ربما بداها الشباب علي الفيس بوك ولكن سرعان ما انتقلت الي الشعب كله ولو تاملنا الاسباب التي ادت الي هذه الثوره الفريده كان لازم علينا ان نرجع الي الماضي واوضاع البلاد خلال العشر سنوات الاخيره تلك الفتره تعد اسوء فتره في تاريخ مصر الحديث فقد سيطر الحزب الوطني علي كل شيء في البلاد بل لو شئت قل دمر الحزب الوطني كل شيء في البلاد في كافه المجالات من تعليم وصحه واقتصاد واعلام وغيرها من مؤسسات الدوله ففي مجال التعليم العالي لايصل الاستاذ الجامعي الي كرسي العميد او رئيس الجامعه الا اذا حصل علي الكارت السحري اقصد كارنيه الحزب الوطني الذي يعتبر بمثابه مصباح علاء الدين الذي يحقق به الفرد كافه رغباته المشروعه منها وغير المشروعه ولكن الحصول علي هذا المصباح ليس مجاني بل له ثمن يدفعه الفرد من مبادئه وكرامته والتخلي عن الفكر القديم (اقصد الشرف) اما الناحيه العلميه للجامعه فقد تم تقليص ميزانيه التعليم العالي والبحث العلمي واهملت المعامل والابحاث العلميه مما ادي الي هروب العلماء الي اروبا وامريكا واصبحنا نسمع عن الاميه الجامعيه اقصد شباب جامعي لايجيد الكتابه والقراءه وكذلك التعليم قبل الجامعي لا يختلف حاله وان كان يزاد سوءا فالمدرسه الحكوميه مكدسه بالطلاب فالكثافه الطلابيه عليه جدا والساده المدرسين بارعين في شرح المناهج لكن في الدوس الخصوصيه كما ان المدرس مطلوب منه ايضا الحصول علي الكارت السحري اقصد كارنيه الحزب الوطني والويل لمن يعارض فقد يتعرض للنقل والنفي و و و واما عن الاعلام فحدث ولا حرج فالقناوات التليفزيونيه لا تمل التسبيح بحمد الرئيس ليلا ونهارا للدرجه التي قد يظن الواحد منا ان هذا الرئيس ملك معصوم من الخطا الويل كل الويل لمن يعارض سيايه عظمته فيطلوقون عليه اساتذه الحزب الوطني بالجماعات وهم معروفين ممن ارتضوا الحياه الدنيا فباعوا كل شيء في سبيل المال فينهشوا من يعارض عظمته ولهم اساليب في ذلك كثيره مثل قلب الحق الي باطل وتلفيق التهم والاكازيب اما القنوات الخاصه فلها خط احمر لا يمكن تجاوزها اما الاقتصاد في الدوله فاصبح حكر في يد طبقه من رجال الاعمال ممن تسلقوا الي دهليس الحكم وحدث تزاوج بين المال والسياسه فالجهه التي ينبغي عليها ان تراقب التجاراصبحو هم التجار فاي دوله هذه واي رقابه تلكوحدث ما حدث للمواطن المسكين المطحون فالحديد يباع باضعاف ثمنه وكذلك الاسمنت والسكر الدقيق والاسمده والغاز لتربوا ثرواتهم علي حساب هذا الشعب المطحون وفي المقابل كانت الحكومه المصريه رحيمه جدا مع اسرائيل فابرمت مهعها اتفاقيه تاخذ بمقتضاها اسرائيل الغاز المصري بربع ثمنه العالمي في الوقت الذي تعاني الدوله من نقص اسطوانات البوتجاز وفي مجال الزراعه ادت الزياده الرهيبه في اسعار الاسمده الي المعانه الكبيره للمزارعين دا بالاضافه لزياده اسعار العاز التي ادت لارتفاع تكلفه الري اما الاراضي الجديده فهي فقط مخصوصه علي الساده الوزراء واعضاء مجلس الشعب كل هذه العوامل ادت الي انتشار الفساد حتي اصبحت الدوله كالجسد الذي ينخر السوس جميع اعضائه فاختفت الطبقه المتوسطه وازداده الهوه بين الطبقه الغنيه والطبقه الفقيره والخطر من ذلك كله هو الاله العسكريه الامنيه للنظام باقسامه المختلفه من امن مركزي الي امن دوله وقد تفننت الحكومه في ابتكار الاساليب اللاادميه للتعذيب والاعتداء البدني بل والقتل فانتشرت السجون السريه وسهل لهم قانون الطواريء جلب اي شخص بلا اذن من احد اعتقاله بدون محاكمه كل هذه العوامل السابقه ادت الي خروج الملايين الي الشوارع تطالب بالسقاط النظام بكل ما فيه من فساد وتجبر وظلم وفساد اسقاط القمع والحجر علي الفكروالراي